أبحاث في اللسانيات والإبستمولوجيا

تأليف مجموعة من المؤلفين، تحت إشراف  مصطفى العادل 

أدت طبيعة الظروف المواكبة لانفتاح الثقافة العربية على اللسانيات الحديثة، وما رافق عملية التلقي تلك من إشكالات تصورية ونظرية ومنهجية عميقة، إلى ازدياد الحاجة إلى الدراسات النقدية والإبستمولوجية، والمراجعات التقويمية للمنجز العربي في مجال اللسانيات. ومـع أهميـة النقـد والمـراجعـة في تصحيح الطـريـق وتجـاوز الإشـكـالات، ما تزال ساحتنا اللسانية في الحاجة إلى مزيد من هذا النوع من الدراسات. ولعل من أهم ما ينبغي التركيز عليه في الوقت الراهن في الدراسات الإبستمولوجية، هو إبعاد بعض الموضوعات المتجاوزة في ساحة البحث، والتركيز على الموضوعات التي تفيد العربية ومعها الثقافة، وهو ما يحتاج إلى الاهتمام بفقه الأولويات في اللسانيات العربية، وإعادة تحديد مجالات البحث ذات الأهمية في ضوء حاجات اللسان والأمة الضرورية.

ومع أهمية مبحث فقه الأولويات اللسانية، تبقى الدراسات ذات الطابع الإبستمولوجي، والأبحاث المتعلقة بالمنطلقات والخلفيات المؤسِّسة للبحث اللساني قديمًا وحديثًا في غاية الأهمية في وقتنا الراهن، إذ بإمكان هذا النوع من الدراسات أن يفيد الباحثين في المقارنة اللسانية بين الأنظار القديمة والحديثة، والوصول إلى الأسس والمنطلقات التي قام عليها صرح التفكير اللساني في الثقافة العربية في عصور ازدهارها، ويعيد النظر في العديد من المزالق التي يتخبط فيها البحث اللساني العربي الحديث بسبب الخلط بين الأنساق، وتغييب المنطلقات والأسس التي قام عليها كل من النحو العربي والتراث العربي من ناحية، والأنظار اللسانية الحديثة باختلاف مشاربها وتوجهاتها من ناحية أخرى.